رام الله-فلسطين برس- اكد النائب مروان البرغوثي ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، انه لا جدوى من المفاوضات مع حكومة تعلن صباح مساء وبلسان رئيس وزرائها نينتاهو انها ستواصل الاستيطان وترفض الانسحاب لحدود 1967.
جاء ذلك في مقابلة شامله مع القائد المناضل مروان البرغوثي أمين سر الحركة في الضفة الفلسطينية ، من سجنه في هداريم.
وفيما يلي نصها :
س1: ماذا يقول المناضل مروان البرغوثي للشعب الفلسطيني في الذكرى الثامنة لاختطافه؟
ج1: أقول لشعبنا العظيم إننا على العهد وسنواصل نضالنا الوطني وفاءاً للشهداء والجرحى والأسرى، ووفاءاً لحق العودة المقدس، ووفاءاً للقدس درة المدائن وتاج رؤوسنا وروح هذه الأمة، وأنا على ثقة وايمان مطلق ان شعبنا سينتصر على آخر وأطول وابشع احتلال في التاريخ المعاصر، وكما كنس شعبنا الاحتلال والمستوطنات من قطاع غزة فانه سيكنسه من الضفة والقدس، ونحن على موعد قريب مع الحرية والعودة والاستقلال.
س2: كيف تقرأ الموقف الامريكي الأخير والأزمة بين اسرائيل وأمريكا؟
ج2: أعتقد ان القول بوجود أزمة فيه مبالغة وربما الأدق القول أن هنالك خلاف ومشكلة، والأمر ناجم عن تجاهل الحكومة الاسرائيلية المتطرفة للمصالح الحيوية للولايات المتحدة وخاصة في هذه المنطقة، واسرائيل تصر على رؤية مصالحها فقط، ويبدو ان هنالك لهجة أمريكية مختلفة، ولكن يجب عدم المبالغة والتضخيم لأن العلاقات الامريكية الاسرائيلية هي ذات طابع استراتيجي عميق، وفريد من نوعه، ونتذكر جميعاً خطاب اوباما في القاهرة قبل عام من الآن وهو لم يفعل شيء منذ ذلك التاريخ، وآمل هذه المرة ان يتخذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال الذي ما كان له ان يستمر 43 عاماً لولا الرعاية الامريكية له.
س3: ما المطلوب من الادارة الامريكية؟
ج3 المطلوب من الادارة الامريكية احترام قرارات الاجماع الدولي الداعية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وأمريكا هي التي عطلت فرص السلام بدعمها اللامحدود لإسرائيل. ان المطلوب هو انهاء الاحتلال والانسحاب الى حدود 1967 وحل قضية اللاجئين طبقاً للقرار الدولي 194 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو مفتاح السلام في المنطقة، وأمريكا تستطيع اجبار اسرائيل على ذلك في بضعة اشهر، لأن اسرائيل تعتمد على امريكا في كل شيء بما في ذلك وجودها.
س4: اللجنة الرباعية الدولية أصدرت بياناً قوياً ودعت لانهاء المفاوضات طوال 24 شهراً، الا تعتقد أن هذه خطوة هامة؟
ج4: بيان الرباعية يمنح فرصة سنتين لحكومة اسرائيل لمواصلة الاحتلال والاستيطان واستمرار التسويف والمماطلة، والحكومة الاسرائيلية لا تريد أكثر من سنتين من المجتمع الدولي، المطلوب من الرباعية اتخاذ قرار يدين اسرائيل ويطالبها بانهاء الاحتلال وبنقل الأمر لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات بمعاقبة اسرائيل بسبب رفضها قرارات الشرعية الدولية وتحديها للعالم بتهويد القدس وحصار قطاع غزة، ومواصلة الاستيطان وأعمال القتل والاعتقالات اليومية، وعلى الرباعية ان تدعو اسرائيل وتجبرها على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967. والمفاوضات لم تثمر خلال عشرين عاماً، فهل ستثمر خلال 24 شهراً، وبالمناسبة فقد تم التفاوض على كل شيء والمطلوب الآن قرار اسرائيلي بانهاء الاحتلال وليس التفاوض في ظل تهويد القدس والاستيطان والحصار.
س5: ولكن يلاحظ أن هنالك اجماع دولي غير مسبوق على اقامة الدولة الفلسطينية؟
ج5: هذا الاجماع الدولي على اقامة الدولة الفلسطينية هو بفضل التضحيات وبفضل الشهداء والجرحى والأسرى وبفضل الصمود العظيم لشعبنا في وجه العدوان والحصار والقتل. واسرائيل اليوم في حالة حصار شعبي دولياً، والمطلوب تحويله الى حصار ومقاطعة رسمية دولية، ويجب العمل على تعزيز حركة التضامن الدولية والمقاطعة لاسرائيل ويجب تفعيل تقرير غولدستون ومواصلة حملة مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية.
س6: هل تؤيد استئناف المفاوضات؟
ج6: أعتقد ان لا جدوى من المفاوضات مع حكومة تعلن صباح مساء وبلسان رئيس وزرائها انها ستواصل الاستيطان وترفض الانسحاب لحدود 1967، وترفض ان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وترفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وترفض حق العودة للاجئينن وترفض تحرير الاسرى، وترفض قرارات الشرعية الدولية. ان الحكومة الاسرائيلية هي حكومة احتلال واستيطان وعدوان بامتياز، والذهاب للتفاوض معها هو ذهاب الى سراب وأوهام، ولا يجوز التفاوض مع حكومة هذا هو برنامجها لانها المستفيد الوحيد من المفاوضات، بل نريد قراراً صريحاً وواضحاً بانهاء الاحتلال وبدون ذلك لا معنى لأية مفاوضات، وليس مفهوماً اصرار البعض على المفاوضات لمجرد التفاوض رغم انها تشكل غطاء لسياسة الاحتلال والاستيطان وتخفف الضغوط على اسرائيل.
س7: كيف ترى اداء اللجنة المركزية لحركة فتح بعد المؤتمر السادس؟
ج7: ليس لدي تفاصيل بالقرارات، ولكن يبدو ان الاداء بطيء، وأن التغيير محدود، ولا يلمس كادر الحركة فرق بين الأمس واليوم. ولكن من المبكر الحكم بشكل قاطع على الأمور. وانا اعرف ان معظم الفتحاويين والناس عقدوا أمالاً كبيرة على المؤتمر، وعلى المركزية والثوري ان يكونوا على قدر هذه الآمال والتوقعات.
س8: هل وصلت المصالحة الوطنية الى طريق مسدود؟
ج8: من المؤسف استمرار حالة الانقسام وهذه كارثة، والمصالحة الوطنية هي ضرورة كما الماء والهواء لشعبنا، وهي ليست ترفاً او تحفة او شعار ، بل ضرورة وجودية وحياتية بالمعنى السياسي، وانا قلت وأكرر ان الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار للشعوب المقهورة وحركات التحرر الوطني. وانا بهذه المناسبة أدعو الجميع للعودة لوثيقة الأسرى للوفاق الوطني والى التمسك بها ، وأدعو الاخوة في حماس للتوقيع على الوثيقة المصرية، وسيتم مناقشة أية ملاحظات والتعامل معها بجدية فور التوقيع، وفي الوقت الذي يقف معنا العالم صفاً واحداً ضد الاحتلال والعدوان، ويجمع على اقامة الدولة، نحن في حالة انقسام مخجلة قد نخسر بسببها كثيراً ولا نستفيد من المناخ الدولي.
س9: أنتم بادرتم الى وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، لماذا لا تبادرون بشيء جديد؟
ج9: نحن على ثقة انه لو تم تنفيذ وثيقة الاسرى بأمانة وصدق لما وصلنا للحالة التي وصلنا لها، والمطلوب تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الحزبية والشخصية، وفي كل الاحوال فاننا سنتحرك قريباً باتجاه الدفع قدماً بالمصالحة الوطنية وآمل ان لا نضطر لاتخاذ خطوات ستحرج جميع الفصائل والقيادات.
س10: كيف تنظرون لتجربة المقاومة الشعبية في مناطق متعددة في الأراضي الفلسطينية؟
ج10: نحن ندعو للمقاومة الشعبية منذ سنين وفي كل الاحوال ندعم بقوة هذه المقاومة في هذه المرحلة، وهي اسلوب يتناسب مع الظروف المحلية والعربية والدولية ويجب مواصلتها وتوسيعها على أوسع نطاق، وندعو الى أوسع مشاركة شعبية فيها، وهي تؤكد ان لدى شعبنا مخزون نضالي لا ينضب، والمقاومة بكافة اشكالها هي حق مشروع، ولكن من الضروري اختيار الشكل والاسلوب والوسائل المناسبة لكل مرحلة وظرف، وطالما ان هنالك احتلال فخيار المقاومة لا مساومة عليه ابداً وان اختلف الشكل من فترة لأخرى قد تمتد أو تقصر. وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية لشعبنا وأدعوه لمزيد من المشاركة في المقاومة الشعبية.
س11: هناك من يدعو لانتفاضة ثالثة، ويتوقعها، ماذا يقول مروان البرغوثي الذي يعتبر ابرز القادة ورمز للانتفاضتين الاولى والثانية؟
ج11: الانتفلاضة لا تأتي لأن فصيل ما او قائد ما او قيادة ما تدعو لها وهي لا تأتي بقرار ولا تنتظر رخصة او تصريح من احد لتندلع بعكس العملية العسكرية التي تحتاج الى قرار للتنفيذ او مظاهرة او مسيرة او اعتصام. ان الانتفاضة اشبه ببركان ينفجر بدون انذار مسبق، وبدرجة حرارة معينة وبقوة محددة وبموجات لا يمكن تحديدها مسبقاً، والشعب الفلسطيني العظيم لديه من الخبرة والتجربة والصلابة والارادة التي تجعله يولد انتفاضة تلو اخرى في الوقت المناسب وبالاسلوب المناسب لان الانتفاضة تعبر عن الضمير والعقل الجمعي للفلسطينيين في كل مكان. وطالما بقي الاحتلال فان النضال والكفاح لن يتوقف، والشعب الفلسطيني لن يتوقف عن ولادة الانتفاضات، وكل جيل يأتي ومعه طاقته، والشعوب مهما تعرضت للقهر والتنكيل والاضطهاد والقتل والظلم ، لا تتنازل عن حقوقها، والرهان على ان الشعب الفلسطيني سيتنازل بسبب المعاناة والعذابات هو رهان خاسر. لأن المعاناة والتضحيات تزيد من صلابة وارادة وتمسك الشعوب بحقها في الحرية والاستقلال والتحرر.
س12: الحكومة الفلسطينية قررت اجراء انتخابات محلية في 17/7/2010، هل تؤيدون هذا القرار؟
ج12: من الضروري التمسك بالنهج الديمقراطي والتمسك بسيادة القانون والانتخابات وهي استحقاقات قانونية ولا غبار على اجرائها، وهي تعزيز للديمقراطية التي نناضل من أجل ارساء دعائمها وهي ضرورة من أجل تجديد الدماء، وحق للمواطنين قبل وفوق كل شيء، وآمل وأدعو الجميع القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات للمشاركة بفعالية في هذه الانتخابات، وأن تأخذ المرأة مكانتها فيها وكذلك الجيل الشاب.
س13: هل تعتقد أن حركة فتح ستفوز في هذه الانتخابات؟
ج13: آمل ذلك وسأعمل ما في وسعي من أجل فوز حركة فتح، علماً أن هذا يتم من خلال حسن اختيار المرشحين الذين لهم حضور محلي وتمثيل لفئات وقطاعات واسعة من المجتمع المحلي ويتمتعون بالكفاءة والسمعة الحسنة، ومن الاهمية اختيار المرشحين بطريقة ديمقراطية وتوافقية حتى لا تقع حالة من الفوضى والتشتيت. كما ان التحالف مع فصائل وأحزاب ومستقلين وشخصيات فاعلة أمر مهم، وحركة فتح لا تعاني من نقص التأييد الشعبي لا في الماضي ولا في الحاضر فالمشكلة كانت عجز قيادتها وافتقادها للرؤية والخطة الواحدة. وآمل ان تثبت الانتخابات القادمة ان تغييراً قد حصل في المؤتمر السادس لانها اختبار مهم للهيئات القيادية الجديدة.
س14: هل انتم راضون عن اداء الحكومة الفلسطينية الحالية؟
ج14: أعتقد أن هذه الحكومة جاءت في ظروف معقدة وصعبة، وتمكنت من تحقيق انجازات هامة منها تسديد الديون والمستحقات على السلطة، واجراء وبناء للمؤسسات، واطلاق عملية تنموية في البنية التحتية، وآمل ان تقر الحكومة قريباً سلم رواتب جديد للأسرى أكثر انصافاً، وكذلك انصاف الشهداء لانهم ضمير هذا الشعب، وآمل ان تعطي الحكومة مزيد من الاهتمام للجهاز القضائي وتدعم استقلال القضاء، أن تعمل على انصاف قطاع المعلمين والتعليم العالي، وفي كل الاحوال فان التنمية الحقيقية لن تتحقق الا بزوال الاحتلال، وما يجري الآن بهدف تعزيز الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
س15: ما هو تقيمكم لنتائج مؤتمر سرت؟
ج15: انعقاد القمة بشكل دوري امر مهم ولكن مهم ايضاً قرار القمة بدعم القدس بـ 500 مليون دولار، وآمل ان تجد قريباً هذه الأموال طريقها الى أهالي القدس ومؤسساتها، فالمدينة تستحق من العرب تخصيص ثلاثة مليارات وليس خمسمائة مليون فقط، فهي تخوض معركة شرسة وقاسية والتهويد يستهدفها من كل حدب وصوب وآمل ان ترتقي القمم العربية لمستوى طموحات المواطنين العرب.
س16: لماذا اعلن الاسرى الاضراب؟
ج16: هذه خطوة لمواجهة التصعيد الذي تقوم به سلطات السجون الاحتلالية وهي احتجاج على منع مئات الاسرى من زيارة ذويهم، وتضامن مع اسرى قطاع غزة الممنوعين من الزيارة منذ سنوات وتضامن مع اسرى العزل الانفرادي الذين يعيشون في ظروف قاهرة وصعبة، وفي حال عدم استجابة ادارة السجون لمطالب الاسرى فان خطوات اخرى سيتم اتخاذها.
س17: كيف تنظرون لمستوى الاهتمام الرسمي الفلسطيني بقضية الاسرى؟
ج17: بصراحة قضية الاسرى ليست على جدول اهتمام القيادة الفلسطينية، ولو كانت كذلك لما كان آلاف الاسرى في السجون حتى الآن وبعضهم ما زال منذ 33 عام في السجن مثل نائل وفخري البرغوثي وكريم يونس واكرم منصور وعثمان مصلح وفؤاد الرازم وغيرهم الذين تركتهم اتفاقات اوسلو وملحقاتها خلفها وهذا امر مخجل ومعيب، المطلوب موقف فلسطيني يصر على الافراج عن الاسرى كشرط للدخول في اية مفاوضات على غرار ما جرى في جنوب افريقيا وايرلندا والجزائر، والحقيقة ان الاسرى ليسوا جزءاً من الخطاب السياسي الفلسطيني في المحافل العربية والدولية، ونحن نتابع ذلك ونشعر بمدى تجاهل قضية الاسرى.
س18: لقد حصلتم على درجة الدكتوراه في العلوم السياسة بدرجة الشرف الاولى قبل ثلاث اسابيع، كيف انجزتم ذلك؟
بالمناسبة حصلت ايضاً على التوجيهي في السجن عام 1980، حيث اعتقلت آنذاك خمس سنوات وحصلت على البكالوريوس خلال احد عشر سنة بسبب الاعتقالات والملاحقات والابعاد عن الوطن بقرار من وزير الحرب الاسرائيلي اسحاق رابين ثم حصلت على الماجستير وانا عضو في المجلس التشريعي عام 1998، وسجلت للدكتوراه في جامعة القاهرة عام 1999، ولاحقاً في معهد البحوث والدراسات العربية، وقد توفي المشرف الأول بعد طول الانتظار، حيث اندلعت الانتفاضة ثم تعرضت للعزل الانفرادي بعد اعتقالي عام 2002 وكان متعذراً استكمال الاطروحة، وفي السنوات الاخيرة تمكنت من ادخال مئات الكتب والمراجع حيث يسمح لكل اسير ادخال ثلاثة كتب في زيارة الأهل ، وادخلت عن طريق عشرات الأسرى وكذلك مئات المراجع المتوفرة داخل السجن ومن كتب الأسرى الملتحقين بالجامعة العبرية المفتوحة وطوال الاربع سنوات الاخيرة بذلت جهداً كبيراً والحمد لله أنني انجزت الاطروحة وكانت على مستوى اكاديمي وعلمي رفيع وجرت مناقشة طويلة للأطروحة بمشاركة اساتذة كبار ومعروفين مثل د.يحيى الجمل، ود. احمد يوسف ، ود. على الجرباوي، ود نيفين مسعد، وانا اشكرهم جداً على جهدهم وعلى ملاحظاتهم وخاصة الاستاذ المشرف د. احمد يوسف وأتقدم بالشكر على نحو خاص لزوجتي وحبيبتي ورفيقة دربي المناضلة الاستاذة فدوى البرغوثي لانه بدون جهدها وتشجيعها ما كان لي انجاز هذه الرسالة التي تشرفت بحصولي على درجة الشرف الأولى فيها وسيتم نشر الرسالة في كتاب قريباً وقبل نهاية هذا العام وهي بعنوان " الاداء التشريعي الرقابي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني واسهامه في العملية الديمقراطية في فلسطين" ومن خلالكم اشكر كل من ساعدني ووقف الى جانبي لانجاز هذا العمل، وآمل أن يكون فيها افادة للمكتبة العربية والفلسطينية.
س19: كيف يقضي مروان البرغوثي وقته في السجن؟
ج19: كما يعلم الجميع فان السنوات الثلاث الاولى قضيتها بين التحقيق في مراكز مختلفة بما فيها مركز التحقيق السري وبين العزل الانفرادي وهي تجربة قاسية وصعبة جداً، ومنذ اربع سنوات وانا في العزل الجماعي في قسم مغلق تقريباً يعيش فيه 120 مناضلا موزعين على 40 زنزانة بواقع ثلاثة اسرى في كل واحدة، وبرنامجي اليومي يبدأ مع العد الصباحي في السادسة صباحاً، وفي السابعة والنصف نخرج الى ساحة الفورة حتى العاشرة والنصف، وأمارس الرياضة يومياً بدون انقطاع وعلى مدار السنة ولمدة ساعتين الى ثلاث يومياً وبعد ذلك نتناول طعام الافطار مما تيسر، كما اطالع الصحف العبرية الثلاث هآرتس ويديعوت أحرنوت، ومعاريف، كما اطالع صحيفة القدس وهي الصحيفة العربية الوحيدة التي تدخل السجون ولكنها تصل متأخرة إلا انني اقرأها بشكل كامل، ومعظم الوقت المتبقي من اليوم اقضيه في المطالعة، وقد انهيت الشهر الماضي قراءة 11 كتاب منها 8 روايات، وخلال السنوات الاخيرة كنت منشغلاً الى حد ما بكتابة رسالة الدكتوراه الى جانب المطالعة حيث قرأت مئات الكتب في مختلف المجالات بما في ذلك اكثر من 120 رواية عربية وفلسطينية وعالمية. كما نقضي وقتاً في جلسات وحوارات ونقاشات الى جانب مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية في العديد من القنوات المتوفرة.