بيت لحم- معا- قال رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية "DIA "الجنرال رونلد برجس في شهادة ادلى بها الاربعاء الماضي امام لجنة القوات المسلحة التابعة للكونغرس الامريكي انه بمقدور ايران بمساعدة خارجية انتاج صاروخ عابر للقارات يستطيع ضرب اهداف داخل الولايات المتحدة.
وتعتبر تصريحات الجنرال الامريكي الاولى من نوعها التي تصدر عن مسؤول امريكي كبير فيما نشرت الصحف الامريكية قبل عام تقريبا تقارير موسعة حول قدرات ايران الصاروخية خاصة تلك العابرة للقارات.
ورأى الجنرال برجس بايران تهديدا مباشرا للولايات المتحدة وليس فقط دولة بامكانها تهديد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وهذا يعتبر تحولا في الموقف الامريكي الاستخباري على الاقل.
واقتبست صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية بعض ما جاء في شهادة الجنرال بيرجس الذي اكد توجهات ايران الدفاعية رغم قدراتها على انتاج الصواريخ قائلا: "تقوم الاستراتيجية الايرانية على توجهات دفاعية وليست هجومية وتحتل مهمة حماية النظام درجة عليا في سلم اهتمامات طهران وان الاستراتيجية تقوم اساسا على حماية ايران من اي اعتداء خارجي خاصة اعتداء امريكي او اسرائيلي وذلك من خلال بناء قوة رادعة دفاعية بعيدة عن التوجهات الهجومية تستند على تطوير صواريخ ووسائل قتالية تقليدية اضافة الى العمليات " الارهابية " وحرب الاستنزاف.
واوضح الجنرال الامريكي ان ايران تمتلك قدرات هجومية محدودة وان جزءا كبيرا من ميزانية الدفاع الايرانية يذهب باتجاه شراء وسائل دفاع جوي مثل منظومة" 300-SAM "الروسية فيما يشكل سعي ايران لتحقيق مكانة القوة الاقليمية المؤثرة في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي اهدافا للاستراتيجية الايرانية الى جانب تحول ايران الى قوة تكنولوجية كبيرة.
وتشير تحليلات لاستخبارات العسكرية الامريكية المذكورة والتي اسمعها الجنرال برجس للجنة القوات المسلحة الا ان وزراة الدفاع الامريكية على الاقل لا ترى في ايران تهديد عالمي ذات نوايا هجومية ويرى فيها دولة تستخدم "الارهاب" والدبلوماسية العنيفة لتحسين موقعها الاقليمي فقط.
وفي سياق هذه القراءة يمكن فهم ما ذكره الجنرال بريجس الذي وصف السفراء الايرانيين في بغداد الذين يذرعون العراق بالقادة الكبار في فيلق " القدس" الايراني المتفرع عن قوات الحرس الثوري متهما ايران باقامة علاقات وثيقة مع امراء الحرب الافغان وبتمويل حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى جانب حزب الله اللبناني وذلك ضمن استراتيجيتها السياسية الهادفة الى تعزيز نفوذها الاقليمي والحديث لا زال لرئيس الاستخبارات الامريكية.
وتطرق برجس الى القوة النووية الايرانية من باب الاستثمار الايراني الضخم في مجال جماية المواقع النووية الايرانية فقط وليس من باب القدرات النووية العسكرية.
وفي نهاية شهادته المفصلة تطرق الجنرال بريجس للقدرات العسكرية الايرانية بشكل مفصل قائلا:" بان الجمهورية الاسلامية تمتلك 18 الف مجند يخدمون في سلاح البحرية التابع للقوات المسلحة اضافة الى 20 الف اخرين يخدمون في سلاح البحرية التابع للحرس الثوري فيما تمتلك حوالي 19 سربا جويا مشكلا في الاساس من طائرات امريكية قديمة يعود تاريخ انتاجها لسبعينيات القرن الماضي فيما تعتبر طائرة ميغ 29 الروسية اكثر طائرة تطورا يمتلكها سلاح الجو الايراني وهي من انتاج سبعينيات القرن الماضي ايضا".
وفي سياق التطرق للقدرات النووية الايرانية قال نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال جيمس كريتيرت الذي ادلى هو الاخر بشهادته اما لجنة القوات المسلحة: "يوجد لدى ايران قدرات مفترضة لانتاج قنبلة نووية خلال عام لكنني اعتقد بان عملية من هذا النوع تحتاج الى فترة تتراوح ما بين 3-5 اعوام".
وقال في معرض رده على سؤال حول قدرة عملية عسكرية على تدمير البرنامج النووي الايراني: "ان العملية العسكرية وحدها لا يمكنها حسم الامر".