الدكتور نبيل شعث عضو مركزية 'فتح' لـ 'المستقبل العربي':
ـ الجبهة الديمقراطية و'فدا' اعتبرا الورقة المصرية خيانة وعباس قال يجب البدء من مكان ما
ـ جورج ميتشل هددنا ثلاث مرات بوقف الدعم الأميركي إن وقعنا على مصالحة مع 'حماس'
صوت فتح ـ عمان ـ شاكر الجوهري ـ انتهت قمة سرت العربية إلى ابقاء الرعاية المصرية للحوار الفلسطيني، دون تكليف أي طرف عربي بمشاركة مصر في هذه الرعاية، فيما كشف الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، مفوض العلاقات الدولية، النقاب عن صحة جانب من الإتهامات التي توجهها حركة 'حماس' للراعي المصري، بإجراء تعديلات على بعض نقاط الورقة المصرية، دون التشاور، ليس فقط مع حركة 'حماس'، وإنما كذلك دون التشاور مع حركة 'فتح'.الدكتور شعث كان شارك في الدوحة في حوار تلفزيوني مع محمد نزال واسامة حمدان، القائدين في حركة 'حماس'، شاركه فيه من 'فتح' الدكتور عبد الله عبد الله، وكيل وزارة الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية،كما شاءت الصدفة أن يستقل شعث الطائرة من عمان إلى الدوحة، وبالعكس، مع فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي زار الدوحة هو الآخر في الفترة بين 14 ـ 16 آذار/ مارس، وتبادلا في الذهاب والإياب، الحديث، الذي لم يكن معمقا.حوار 'المستقبل العربي' مع الدكتور شعث، انصب فقط على الورقة المصرية، والحوار الفلسطيني، والزيارة الهامة التي قام بها لقطاع غزة، وكما يلي:
•إلى أين توصلتم في الحوار مع حركة 'حماس'..؟
ـ توقف حوارنا مع حركة 'حماس' عند النقطة الرئيسة التالية:هل توقع حركة 'حماس' على الورقة المصرية أولاً، أم يجري تعديل النقاط التي تتحفظ عليها 'حماس' أولاً..؟إن حركة 'حماس' متمترسة منذ خمسة أشهر خلف موقفها الرافض للتوقيع على الورقة المصرية، رغم أن حركة 'فتح' وقعت عليها.•كيف يمكن لحركة 'حماس' أن توقع على الورقة، التي تؤكد أن مصر أجرت عليها تعديلات من وراء ظهري طرفي الحوار والإتفاق..؟ـ الحقيقة أنه يوجد خلاف حول هذه المسألة..
•ما حقيقة هذا الخلاف..؟
ـ المصريون، ورغبة منهم في تسريع الإتفاق بين الحركتين، عملوا على الإجتهاد في التجسير بين المواقف المتقابلة للحركتين، وهي على العموم تتعلق في مجملها بنقاط غير جوهرية، تعكس أزمة عدم الثقة بين الجانبين.وينصب الخلاف أساساً على النقطة المتعلقة باللجنة المؤقتة التي سيوكل لها أمر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى حين دخول حركة 'حماس' في المنظمة، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لها.ينص الإتفاق الذي تم التوصل إليه بهذا الخصوص مع حركة 'حماس' على أنه 'لا يجوز تعديل الإتفاقات التي تبرمها اللجنة'، وقد أقدم المصريون على شطب هذه الفقرة. ومع ذلك، فإن عدم الثقة بين الجانبين هو الأساس في استمرار الأزمة.كذلك هنالك خلاف على لجنة الإشراف على الإنتخابات، إذ ينص النص الأصلي الذي تم التوافق عليه على أن'يصدر الرئيس مرسوماً بناءً على توافق اعضاء اللجنة'، إذ عدل الجانب المصري هذا النص ليصبح، 'يصدر الرئيس مرسوماً بناءً على التنسيق والتشاور'، ذلك أن رهن الأمر بالتوافق، يعني تمتع حركة 'حماس' بحق الفيتو.وكل ذلك يصطدم بسؤال واحد: ماذا نستطيع أن نفعل لو لم تنفذ 'حماس' أمراً ما..؟!
نصيحة بالتوقيع والحوار
•وماذا عن مراقبة الإنتخابات، كما حدث في انتخابات 2006..؟
ـ فقط قوة عربية من المراقبين ستدخل الأراضي الفلسطينية لمراقبة الإنتخابات.أنا شخصياً نصحت 'حماس' بأن توقع على الورقة المصرية، ثم نذهب إلى حوار سياسي حول كيفية مواجهة اسرائيل مستقبلاً، وكيف نشارك في الإنتخابات.الواقع أن قادة 'حماس' في غزة أكثر مرونة من قادة الخارج. ووفقاً لتقديري ومعلوماتي أن الدكتور محمود الزهار يقود الآن من يريدون داخل 'حماس' التوقيع الفوري على الورقة المصرية، ثم نناقش التحفظات لاحقاً.
• تقولون في حركة 'فتح' انكم أنتم أيضاً لكم تحفظات على الورقة المصرية..ما هي..؟
ـ لدينا بالفعل عدد من التحفظات، منها:أولاً: موعد الإنتخابات. لقد اتفقنا على اجراء الإنتخابات بتاريخ 24 كانون ثاني/ يناير الماضي، لكن المصريين اجلوا الموعد دون تشاور معنا إلى 28 حزيران/ يونيو المقبل، وهو الموعد الذي ارادته حركة 'حماس'.ثانياً: شكل اللجنة التي يراد لها أن تحل محل الحكومة. نحن نريد حكومة وحدة وطنية، في حين نصت الورقة المصرية على تشكيل لجنة لتنفيذ الإتفاق، الأمر الذي يعني أن تكون هذه اللجنة لجنة تنسيق بين الحكومتين في رام الله وغزة.لقد رفضت 'حماس' الإعتراف دولياً بحكومة وحدة وطنية، علماً أننا لم نطالبهم بأن يعترفوا بإسرائيل، أو بالقانون الدولي.ثالثاً: هنالك فكرة تقضي ببقاء الأجهزة الأمنية التي شكلتها حركة 'حماس' في غزة، إلى أن تشكل اللجان المختصة بالشأن الأمني. وقد اقترح المصريون إعادة ثلاثة آلاف من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة إلى الأجهزة الحالية في غزة. ووافق الرئيس محمود عباس على بقاء فرقة تشكل من الأجهزة الأمنية الحالية في غزة في ظل حكومة الوحدة الوطنية.وعلى الرغم من كل هذه التحفظات لحركة 'فتح'، قال عباس 'بلا تحفظات.. بلا مسخرة..خلينا نوقع'.الديمقراطية وفدا: الورقة المصرية خيانة
•ما مواقف بقية فصائل منظمة التحرير..؟
ـ اعتبرت الجبهة الديمقراطية وحزب 'فدا' أن الورقة المصرية تمثل خيانة، لكن عباس قال يجب أن نبدأ من مكان ما، رغم أن الأميركان بعثوا جورج ميتشل، المبعوث الرئاسي ثلاث مرات مهددا بوقف الدعم الأميركي إن تم توقيع 'فتح' والسلطة على الورقة المصرية مع حركة 'حماس'.ومع ذلك، اتفقنا في لجنة الحوار على تفاصيل كاملة.أولاً: المصالحة الفلسطينية، ووقعت اجراءات تفصيلية كاملة لتنفيذ كل البنود على الأرض..ميثاق شرف اعلامي، وآخر سلوكي، ومنع إراقة الدماء، وتعويضات لأهالي القتلى، ومصالحات عشائرية، والإفراج عن المعتقلين باستثناء من يثبت للطرف المصري ارتكابه جرائم وصدور احكام بحقهم بناءً على ذلك، حيث يترك الأمر في هذه الحالة للجنة.وبالفعل، تم التوافق على اطلاق جميع المعتقلين مع بدء تنفيذ الإتفاق، بإستثناء المحكومين، كما أشرت.كذلك، اتفقنا على عدم محاسبة من تورط في القتال، بإستثناء مرتكبي الجرائم الفردية، إذ هنالك من استغل حالة الفوضى فأقدم على قتل زوجته أو جاره، أو خصم له..الخ.فيما يتعلق بلجنة وضع أسس تشكيل الحكومة تحولت إلى لجنة لإعادة توحيد الأجهزة المدنية..القضائية.. النيابية.. التنفيذية، وإعادة تفعيل المجلس التشريعي، وإعادة التشريعات التي صدرت في غياب المجلس التشريعي للمجلس.لقد اتفقنا على المسائل الصعبة وتوقفنا عند التفاهمات.في لجنة الأمن تم الإتفاق على إعادة بناء الأجهزة الأمنية، وذلك على قاعدة وطنية مهنية لا فصائلية.اتفقنا على إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في الضفة، وإعادة تشكيلها في قطاع غزة. لقد عينت 'حماس' في غزة عشرين ألفاً من رجال الأمن، وجلس في منازلهم خمسون ألفاً آخرين.'حماس' تعترض على اعتماد تنفيذ الإتفاق على توفر الإمكانيات المالية. والواقع أن موضوع الأمن يزيد الوضع صعوبة، علماً أن ما تم الإتفاق عليه هو مراعاة توحيد الأجهزة الامنية والمدنية.منظمة التحرير
•وماذا عن البند المتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية..؟
ـ لقد تم الإتفاق على إعادة تشكيل منظمة التحرير، وتشكيل لجنة متابعة وطنية عليا لهذا الغرض. واتفقنا على تشكيل كادر قيادي مؤقت للمنظمة دون الإخلال بمسؤوليات اللجنة التنفيذية، وإجراء انتخابات لمجلس وطني فلسطيني جديد في الداخل، وفي الخارج حيث يمكن ذلك.ونص الإتفاق على اجراء انتخابات المجلس الوطني في الداخل على قاعدة التمثيل النسبي، بالتزامن مع اجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، أما في الخارج، فقد تم التوافق على إجراء الإنتخابات حيثما أمكن ذلك، واختيار اعضاء المجلس الوطني بتوافق اللجنة، حيث لا امكانية لإجراء انتخابات.ونص الإتفاق على اجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بشكل متزامن، وقد وافقت 'حماس' على أن يتم التمثيل النسبي الكامل فيما يتعلق بالمجلس الوطني، ونخصيص 65 بالمئة من مقاعد المجلس التشريعي للتمثيل النسبي، و35 بالمئة للدوائر.أما 'فتح' فقد ارادت تخصيص 80 بالمئة من المقاعد للتمثيل النسبي، و 20 بالمئة للدوائر. وقد حسم المصريون الأمر بتخصيص 75 بالمئة من المقاعد للتمثيل النسبي، و 25 بالمئة للدوائر.احتمالات المصالحة أقوى
في ضوء كل ذلك، ما احتمالات تحقق المصالحة..؟
ـ تبدو لي احتمالات المصالحة الآن أقوى من أي وقت سابق. فلا أمل الآن بأي اتفاق مع اسرائيل، ولا أمل كذلك بتنفيذ الإتفاقات التي سبق التوصل لها مع اسرائيل. وفي المقابل لا يبدو وجود امكانية لإستئناف الكفاح المسلح انطلاقاً من الضفة الغربية أو قطاع غزة.وأعتقد أن الفارق بين موقفي 'فتح' و'حماس' أصبح محدوداً للغاية.وبالنسبة لحركة 'حماس' هي الآن معنية بأن يعترف بها دولياً، وأن تتحاور مع اميركا واوربا. وقد قبلت 'حماس' رسمياً انطباق القانون الدولي عليها. لقد قالت 'حماس' في ردها على تقرير غولدستون 'نحن لم نقصد ضرب المدنيين خلال الحرب على غزة، وإنما كنا نرد العدوان، وتعتذر إذا اصيب خلال ذلك مدنيون، ونحن ملتزمون بالقانون الدولي.انهم يجرون مفاوضات غير مباشرة مع اميركا واوروبا.
•ما هو الخلاف إذا بين 'فتح' و'حماس' في هذا الشأن..؟
ـ 'حماس' تقترح ابرام هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل تمتد إلى عشرين سنة، ونحن في 'فتح' نطالب بإقامة دولة فلسطينية الآن، بدلاً من الإنتظار في حالة هدنة لعشرين أو ثلاثين سنة.بالطبع، نحن نشترط أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
•هل تريد القول إن الخلاف بين 'فتح' و 'حماس' يتركز على السلطة..؟
ـ إنه نزاع خطير على السلطة، مطلوب حله. والواقع أن المصريين لعبوا دوراً نزيهاً وأمنياً وايجابياً ساعد على التوصل إلى اتفاق. وأريد أن اسأل: هل يوجد عاقل تعاديه اسرائيل، فيقدم هو على معاداة مصر..؟!
زيارة غزة
• في ظل هذه الظروف قمت مؤخراً بزيارة غزة.. وثار جدل حول ما إذا كنت مفوضاً القيام بهذه الزيارة من قبل الأطر الحركية أم لا ..
ما الحقيقة..؟
ـ سبق أن اتخذ قرار في اللجنة المركزية يقضي بتشجيع كل قائد وكادر فتحاوي من غزة، أو من خارج غزة، على الذهاب إلى غزة وزيارتها، أو الإقامة فيها، وأن من حق من يشاء أن يلتقي من يشاء في غزة.وأنا لم أقل أنني كلفت بالذهاب إلى غزة. لقد كلفنا الرئيس عباس بتنفيذ قرار اللجنة المركزية، وندد بمن لم يزر غزة
.•لم لا يقوم عباس بزيارة غزة شخصياً..؟
ـ الرئيس لا يزال يعتقد أن 'حماس' خططت لإغتياله في غزة قبل سيطرتها على القطاع. لكنه يرى أن زيارة غزة من قبل قادة وكوادر الحركة ينهي القطيعة، ويدعم ابناء الشعب الفلسطيني، ويشعر أبناء غزة أننا لم ننساهم، وأن كل 'فتح' مهتمة بغزة، وتريد فك الحصار عنها.لقد كنت اقول للرئيس إننا لا نستطيع الذهاب إلى غزة دون التحدث مع حركة 'حماس'، وكان يرد قائلاً إنه لا يضع قيداً على أحد. إنه يترك الأمر لتقدير كل شخص.وحين زرت غزة، قلت بكل وضوح إنني غير مفوض بتعديل النصوص، وأنني ملتزم بموقف حركة 'فتح' بالضرورة، وطالبت حركة 'حماس' بتوقيع الورقة المصرية.اسباب وشروط زيارة لغزةإلى ذلك، فأنا وضعت شروطاً لأزور غزة:أولاً: أن لا أطلب إذناً من أحد للقيام بهذه الزيارة. وقد اعتذر وزير الداخلية في غزة عن تصريح له بالخصوص اشترط الحصول على إذن مسبق.ثانياً: لا أريد أن ألقى استقبالاً في المعبر، ولا أريد أن تصحبني مرافقة أمنية.ثالثاً: لا أريد حماية أمنية في الفندق أو في غير الفندق.رابعاً: أن اقابل من أشاء حيث أشاء دون إذن أو تنسيق.خامساً: لن اقابل أحداً من قادة 'حماس' في مكاتب حكومية.وقد قبلوا كل شروطي.•ما الذي جعلك تذهب إلى غزة.. ما سبب الزيارة..؟ـ اردت أن افتح حواراً مباشراً، وتهيئة الأوضاع، وتشجيع 'حماس' على توقيع الورقة المصرية قبل القمة العربية.كنت أرى أننا لو ذهبنا للقمة العربية متفقين نستطيع أن نعرض شروطاً فلسطينية تتعلق بالإستيطان، بدلاً من تأنيبنا وتحميلنا المسؤولية.كذلك اردت من زيارة غزة التحدث عن اجراءات لبناء الثقة بين الجانبين، واجراءات أمنية ايجابية غير متفاوض عليها.إلى ذلك، اردت أن ارى أبناء 'فتح' في غزة، وأن أبث فيهم الثقة وروح المصالحة، وأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم جزء من انطلاقة 'فتح' الجديدة.أردت أيضاً أن ابث الأمل وروح التفاؤل والمصالحة في كل أبناء الشعب.
استقبال جيد جدا
•كيف استقبلت في غزة..؟
ـ استقبلت بشكل جيد جداً. لقد احترموا كل رغباتي. تحدثوا معي بصراحة وصدق، وكان تنظيم 'فتح' سعيداً بالزيارة، حيث جرى تخفيف الضغوط التي كان يتعرض لها.. على الأقل أثناء وجودي.التقيت آلاف الناس.لقد أنجزت الزيارة كل ذلك، دون أن تنجز قناعة لدى 'حماس' بتوقيع الورقة المصرية قبل القمة العربية، وسبب ذلك أن قادة 'حماس' في غزة ليسوا وحدهم من يقرر.واضح أن قيادة 'حماس' في دمشق ليست جاهزة بعد للتوقيع.وقد زرت كل الضفة بعد عودتي من غزة، وشرحت للتنظيم لم ذهبت إلى غزة، وحتمية المصالحة، وأنه بدون مصالحة لا أمل بفلسطين لا سلماً ولا حرباً. وقد وجدت تجاوباً في كل مكان في الضفة.. الناس في الضفة يريدون المصالحة.
•ما هو الموقف الذي استمعت إليه في غزة..؟
ـ يمكن تلخيص موقف 'حماس' الذي استمعت إليه في نقطتين رئيستين:الأولى: أن 'حماس' لا تريد أن يشعر أحد بإمكانية فرض شيىء عليها.الثانية: ضرورة العودة للحوار قبل التوقيع على الورقة المصرية، ولو أدى ذلك إلى فتح كامل الإتفاق.قالوا لي: لقد تفاوضتم عشرين سنة مع الإسرائيليين، تفاوضوا معنا لبضعة أيام اضافية.وقد تكون اسباب أخرى لموقف 'حماس'. على كل، اعتقد أن الرؤية من غزة تختلف بالضرورة عنها من أي مكان آخر.الحوار مع نزال وحمدان
•في الدوحة حاورت محمد نزال وأسامة حمدان. كيف تقيم هذا الحوار..؟
ـ لقد كان نزال ايجابياً جداً، وتحدث بروح وحدوية ايجابية، أما حمدان فقد استخدم لغة ساخرة.
•تفيد المعلومات، أنك التقيت بهما بمشاركة الدكتور عبد الله عبد الله، خارج البرنامج التلفزيوني..؟
ـ صحيح. وقد حدث حوار صريح للغاية، كان حمدان فيه متشدداً.لم يكن حواراً رسمياً بأي شكل، إذ أن كلانا لم يكن مفوضاً بالإتفاق. وقد حاولت تحقيق تنازلات متبادلة من أجل الوطن. وموقفي هو أن التناقض مع 'حماس' لا يجوز أن يكون أهم من التناقض مع اسرائيل.لقد حاولت أن احضهما على الوحدة الوطنية، وقلت للجمهور في الحوار المفتوح أنني والأخوين نزال وحمدان أكثر قرباً لبعضنا، منا إلى الجمهور.وقد كان لافتاً جداُ أن نزال لم يستخدم أي نقطة نقاش عدائية حيال 'فتح'
.•ما أهم ما دار في الحوار المغلق..؟
ـ وافق نزال، وأقره حمدان على أن التوقيت الحالي غير مناسب لتجديد الكفاح المسلح، كما أقررت بدوري أن التوصل إلى اتفاق مع اسرائيل غير وارد الآن.
• أخيراً، بم تفسر الموقف المصري الذي يبدو وكأنه تحول إلى طرف في الحوار بين 'فتح' و 'حماس'..؟
ـ مصر محرجة. لقد فشلت في كل الوساطات التي قامت بها.. لقد فشلت في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفي فتح المعابر مع غزة، وكذلك في رفع الحصار عن القطاع، وفي تحقيق التهدئة مع اسرائيل.لذلك، فقد ارتأى المصريون أن يقدموا على حسم الأمر، بالتدخل في اعداد صياغة نهائية للورقة، وتجسير ما يتبقى من نقاط خلافية، مفترضين أن يوافق الجميع، فكان أن 'حماس' لم توافق