ردا على ترميمها، ولمنع أهلها من دخولها..
مديرية أراضي اسرائيل تداهم مدرسة قرية مسكة المهجرة، وتغلق الطرق المؤدية اليها!!
أهل القرية: "نحن لم نقتحم شيئا، فالانسان لا يقتحم بيته وملكه!!"
فوجئ أبناء قرية مسكة المهجرة، صباح الأربعاء، بمداهمة رجال مديرية أراضي اسرائيل لمدرسة قريتهم، وتسييجها واغلاق الطرق المؤدية اليها، بحواجز رملية كثيفة دون سابق انذار!!
وفي حديث للناطقة الرسمية باسم مديرية أراضي اسرائيل لوسائل اعلامية، بررت فعلة المديرية باتهام أبناء القرية، وهم أصحاب الأرض الأصليين "باقتحام ممتلكات الدولة بصورة غير قانونية"!!
وأما عضو لجنة مهجري مسكة، عصمت شبيطة، والذي يزور مدرسة القرية يوميا منذ ترميمها قبل شهر ونيف فعقب على فعلة المديرية بالقول "نحن لم نقتحم شيئا، فالانسان لا يقتحم بيته وملكه!! بل الدولة هي التي اقتحمتها بالقوة عام 48 وصادرتها بأسلوب غير شرعي."
وأضاف شبيطة "قمنا خلال شهر ونيف بترميم مبنى المدرسة وغرس الأشتال من حوله بهدف احياء الذاكرة ووضع قضية اللاجئين على بساط البحث، الا أن الاعتداءات تواصلت منذ اللحظة الأولى بقلع الأشتال ونزع اليافطات وقد بلغت ذروتها بهذه الفعلة، لكنها لن تؤثر كثيرا علينا، فالمكان، وهو الأهم، بات يسكن فينا وأبناؤنا تلقوا اليوم درسا هاما في المدنيات والديمقراطية".
وقال شبيطة كذلك "المهزلة، قمة المهزلة أن تتمكن مجموعة من الشباب من اخافة الدولة النووية الأولى في الشرق الأوسط، وفي ذلك اشارة الى جبنهم وحقدهم، وكم كان محمود درويش صادقا حين قال ان على هذه الأرض ما يستحق الحياة، خوف الغزاة من الذكريات.."
وجاءت خطوة المديرية هذه، بعد أيام على مباشرة سلسلة اللقاءات الثقافية والسياسية في مبنى المدرسة، حيث شهدت الحلقة الأولى نجاحا كبيرا لعرض مسرحية "الذاكرة"، التي قدمها الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور، مساء السبت الأخير ، وكان ناطور قد دعا الى تعميم التجربة واحياء الفعاليات في القرى المهجرة قائلا "إن هذه الأمسية، في قلب المدرسة، بما تحمله من أصالة وارتباط بالمكان أكثر تأثيرا على الأجيال الشابة من قراءة مئة كتاب والاستماع الى عشرين محاضرة".
وكانت هذه الأمسية قد حظيت بتغطية اعلامية واسعة في وسائل الاعلام العربية والعبرية كما كان من المخطط استضافة الكاتب سامي ميخائيل في الحلقة الثانية، أوائل الشهر القادم.
يذكر بأن ترميم المدرسة والأمسيات الثقافية ليست الا جزءا من نشاطات لجنة مهجري مسكة والتي استأنفت نشاطها مؤخرا لتنفيذ الترميمات في المسجد والمقبرة، وتوثيق قصة تهجير القرية عن طريق تسجيل شهادات المسنين، ونشرها.
يشار بأن قرية مسكة المهجرة كانت تقع في السهل الساحلي لأرض فلسطين التاريخية، على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة طولكرم، وتجاورها من البلدات العربية القائمة اليوم، مدينة الطيرة في المثلث الجنوبي، حيث يقطن اليوم قسم من مهجري القرية فيما شتت الآخرون في أصقاع العالم ومخيمات اللاجئين.
وبلغت مساحتها 13958 دونما وعدد سكانها عشية النكبة، 1021 نسمة، فيما ارتفع مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام1998 الى 6269 نسمة!!
وأقدمت السلطات الاسرائيلية على هدم القرية في العام 51، فسوت بالارض البنايات والقبور على حد سواء، وبقيت منها غرفتان فقط من أصل ثلاث شكلن سابقا مدرسة القرية، وجدارا ونصف من المسجد القديم، والبئر.
هذا ولا زالت معظم أراضي القرية غير مستغلة، الا لزراعة الحمضيات.