رام الله- معا- أكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن الوفاء لذكرى الشهيد الخالد خليل الوزير (أبو جهاد) ورسالته، يتجسد في إنخراط أبناء فتح، وكل أبناء الشعب الفلسطيني في الفعاليات والنشاطات الوطنية لنصرة الأسرى، ومواجهة مخططات الاحتلال الذي تمادى مؤخرا في إجراءاته وسياساته القمعية، بدءا من محاولات تهويد القدس وتغيير طابعها العربي والإسلامي إلى أوامر الطرد والترحيل التي تهدد عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال احتفال نظمته حركة الشبيبة ومجلس اتحاد الطلبة في الكلية العصرية، لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد القائد خليل الوزير "أمير الشهداء"، ويوم الأسير الفلسطيني بحضور مئات الطلبة والضيوف وحشد من الشخصيات والقيادات الوطنية ومن بينها ربيحة ذياب وزيرة شؤون المرأة، وحنان الوزير كريمة الشهيد خليل الوزير "ابوجهاد"، والدكتور حسين الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية، وعرفات خلف رئيس بلدية بيتونيا، والمحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا للأسرى وممثلي الفصائل والقوى الوطنية.
وقال زكي خلال الاحتفال إن خسارة الشعب الفلسطيني باستشهاد أبو جهاد كانت فادحة، فقد مثل الشهيد الكبير ظاهرة استثنائية فذة في تاريخ الثورة الفلسطينية وفي تاريخ حركات التحرير، وكان رفيق درب الشهيد الرمز ياسر عرفات والأقرب إلى فكره وقلبه.
واستعرض زكي مسيرة أبو جهاد الكفاحية عبر محطاتها المتعددة والتي ما زال كثير منها مجهولا من قبل أبناء فتح والشعب الفلسطيني، حيث تنقل بين عدد من المدن والعواصم يمهد لانطلاق الثورة، ويوجه المناضلين، ويشحذ الهمم، ويتابع أدق تفاصيل القضية الفلسطينية سواء مع قادة الدول وحركات التحرر، أو مع المناضلين وحتى مع اسرى الثورة في سجون الاحتلال.
وأضاف أنه جمع في شخصيته خصائص القائد الحركي، والعسكري والسياسي والمثقف، وكان بحق ظاهرة للقيم السامية والنبيلة كالقوة والحب والشجاعة والكرامة والحنان، وإلى ذلك كان متواضعا وبسيطا، ولم يك قط رجل مكاتب وإصدار أوامر، بل كان يتقدم الصفوف، ويسهر على شؤون إخوته ورفاقه، وكان فوق كل ذلك وحدويا مخلصا لفلسطين وقضيتها وشعبها.
الوزيرة ربيحة ذياب
وقالت الوزيرة ربيحة ذياب أن دولة الاحتلال سعت من خلال اغتيالها لأبو جهاد إلى اغتيال الانتفاضة الشعبية الأولى ووأدها في عامها الأول، ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا، لأن أبو جهاد كان معلما لعشرات الآلاف من المناضلين الذين تربوا على يديه، واستلهموا سيرته وكفاحه وعطائه لمواصلة النضال من اجل تحقيق أهداف الثورة والشعب بالنصر وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتحدثت ذياب عن العلاقات الوثيقة التي ربطت الشهيد الرمز أبو عمار بابو جهاد، واشارت إلى أن تزامن الاحتفال بيوم الأسير مع ذكرى استشهاد ابو جهاد ليس مجرد صدفة فلطالما اهتم أبو جهاد بالأسرى وتابع قضاياهم وأحبهم كما أحب كل الفلسطينيين من مقاتلين وشباب وشيوخ وأطفال ونساء.
وشددت ذياب على أن حركة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس وفية لأبوعمار وأبو جهاد وهي تتابع دورها في قيادة مسيرة الشعب نحو تحقيق أهدافه الوطنية، ومصممة على استعادة الوحدة الوطنية، ودعت أولئك الذين استهانوا بقيمة الوحدة والشرعية إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى الصف الوطني وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
حنان خليل الوزير
السيدة حنان الوزير أججت مشاعر التأثر لدى مئات الحاضرين حين استذكرت ما جرى في الدقائق القليلة التي سبقت استشهاد والدها، حيث كان عاكفا في وقت متأخر من الليل على تحرير رسائل لقيادة الانتفاضة، وقالت أنها فاتحت والدها الشهيد بحلم غريب وهو أنها رأته يمتطي حصانا أبيض متوجها إلى القدس، فما كان منه إلا أن أجابها ومن دون تردد، وكأنه كان يتوقع استشهاده الوشيك، أنه فعلا ذاهب إلى القدس.
وقالت الوزير أنها سمعت ذلك منه قبل سبع دقائق فقط من استشهاده حيث اطلق عليه القتلة سبعا وسبعين طلقة، ولكنهم فشلوا في إخماد روحه الثائرة التي أورثها للآلاف من أبنائه، أبناء حركة فتح والشعب الفلسطيني الذين ما زالوا يحملون مشاعل الحرية ويواصلون مسيرة الكفاح.
وقالت إن والدها كان رمزا لتجميع للشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة، وكان ايضا رمز جذب للكفاح المسلح والنضال الوطنين وآمن بشدة بضرورة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة.
حسين الشيوخي: مركز دراسات أبوجهاد
وأعلن الدكتور حسين الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية عن تأسيس مركز دراسات وبحوث باسم الشهيد الخالد خليل الوزير، أول الرصاص وأول الحجارة، لدراسة وتوثيق سيرة الشهيد الكبير وتجربته الكفاحية والسياسية والفكرية، ولشتى الدراسات التي تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وأوضح أن مجلس أمناء الكلية يعكف على اختيار مجلس أمناء مهني ومتخصص لقيادة هذا المركز الذي يؤمل منه سد النقص الفادح الذي يشوب التاريخ المعاصر للثورة وقياداتها ورموزها.
وقال الشيوخي في كلمته أن ما يجمع ذكرى أبو جهاد والاحتفال بيوم الأسير هو الإخلاص لقضية فلسطين والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن الكلية العصرية التي تحمل اسم قلعة الشهيد ياسر عرفات كانت وستظل صرحا أكاديميا ووطنيا وقلعة للوحدة الوطنية. وأضاف أن الشهيد الرمز أبو جهاد كان يتابع بشكل دؤوب تفاصيل حياة شعبنا تحت الاحتلال ومن ضمن ذلك المؤسسات التعليمية والجامعات والمعاهد حيث حظيت الكلية العصرية برعايته واهتمامه، وكان يرى فيها نموذجا للتعليم المهني والتقني المتقدم الذي سيوطد أركان الدولة الفلسطينية المقبلة.
كما حيا الشيوخي أسرى شعبنا الرابضين خلف القضبان، مهنئا القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بحصوله على شهادة الدكتوراة مثبتا قوة إرادة المناضل الفلسطيني، وقدرة اسرى الحرية على قهر السجن والسجان، كما حيا بشكل خاص الأسيرين نائل البرغوثي وفخري البرغوثي وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واللواء فؤاد الشوبكي، والشيخ حسن يوسف، وإبراهيم أبو حجلة والشيخ بسام السعدي،والأسرى من النواب والوزراء المختطفين، وأكد أن حرية الأسرى هي جزء لا يتجزأ من حرية الشعب، داعيا جماهير شعبنا وقواه السياسية إلى الالتفاف حول قيادة الرئيس محمود عباس، ودعم موقفه الثابت الرافض لاستئناف المفاوضات إلا بوقف الاستيطان وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
وتخلل الحفل الذي تولى عرافته كل من الأستاذ رياض حسان وأحمد السعدي عدد من الفقرات الفنية والثقافية التي قدمها طلبة الكلية ونالت استحسان الجمهور، وكان من ابرزها قصيدة للشاعرة آلاء صلاح ابو ربيع كريمة الأسير صلاح أبو ربيع، ووصلة من الدبكة الشعبية قدمتها فرقة الشهيد ياسر عرفات في الكلية العصرية، وفقرة مسرحية عن الاسرى قدمتها فرقة من أبناء الكلية.