إرسال إلى صديق
file_2b692a9b50_ChildDay_004يعتبر التعليم رأس مال الفلسطيني حيثما حلّ، حتى أنك تجد الأميّ يحرص على تعليم أبنائه إلى مراحل تعليمية متقدمة رغم فقره وقصر ذات اليد، إنه الفلسطيني الذي أفاق على وطنه وممتلكاته فلم يجدها بين عشية وضحاها عام ثمانية وأربعين وتسعمئة والف، ضاع منه الكثير ولم تُجْدِ استثماراته كلها نفعاً وقد سلبها المحتل، فلا الأرض بقيت ولا الدار. منذ ذلك الحين أعاد الفلسطيني بناء ذاته وتعمق وعيه على أسباب هزيمته والتي كان الجهل اساساً فيها، فأخذ قراره وبدأ يستثمر في ممتلكات لا يمكن سلبها تعينه وقت الحاجة والفاقة، فكان توجهه الى العلم حتى غدا هذا الشعب اكثر الشعوب العربية تعليماً. حفل شارعنا الفلسطيني منذ مطلع هذا الاسبوع بجموع الطلبة يتوجهون مجدداً إلى المدارس بعد عطلة صيفية عاشوها كل على طريقته، فعادت الحياة إلى الشوارع وأزقة المخيمات وعلى مفترقات الطرق، وعادت حيوية الحياة من جديد لأن دخول الطلبة وخروجهم يضفي نكهة خاصة على عموم الوطن. ولأبناء المخيمات نصيب من هذا كله، فهم أسوةً بغيرهم يحرصون على هذا السلاح في معركة الحرية والعودة كما اللاجئون عموماً، فبه يسشعرون ذاتهم المنهوبة ويستعيدون الأمل بمستقبل أفضل لأجيالهم. في إطار تحليلنا لآخر المعطيات التي استقيناها من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ووكالة الغوث، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 20072008/م وجدنا من المناسب وضع القارئ في صورة ما وصلنا إليه من حقائق ومعطيات حول التعليم والعملية التعليمية برمتها، مركّزين على تحليل تلك المعطيات المتعلقة تحديداً بالطلبة اللاجئين، وأولئك الذين يتلقون تعليمهم في مدارس وكالة الغوث مقارنة بزملائهم في القطاعات الأخرى.
أعداد طلبة فلسطين
بلغ عدد الطلبة في المرحلة الاساسية في عموم الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ( 957831) طالباً وطالبة في حين بلغ مجموع الطلبة اللاجئين منهم ( 423590) أي ما نسبته 44%. وقد بلغ عدد طلبة المرحلة الثانوية( 140126) طالباً منهم ( 51511) طالباً لاجئاً أي ما نسبته 37% . بمعنى أن عدد الطلبة في المرحلتين الاساسية والثانوية (1097957) طالباً، ويشكل الطلبة اللاجئون من هؤلاء ما مجموعه( 475101) طالباً أي ما نسبته حوالي 43% . وقد بلغ مجموع الطلبة في المرحلة الاساسية في الضفة الغربية (571296) طالباً يشكل اللاجئون منهم ما مجموعه( 136006) أي ما نسبته 24%. وبالمقارنة مع قطاع غزة فقد بلغ مجموع الطلبة في ذات المرحلة الاساسية ( 386535) طالباً حيث شكّل اللاجئون منهم ما مجموعه( 287584) أي ما نسبته 74% . أما طلبة الثانوية المشار اليهم اعلاه فيتوزعون على الضفة الغربية بواقع (82921) طالباً منهم (15737) طالباً من اللاجئين اي ما نسبته حوالي 19%، أما طلبة القطاع في ذات المرحلة الثانوية فيبلغ عددهم ( 57205) طالباً منهم ( 35774) من اللاجئين اي ما نسبته حوالي 63%. أما نسبة توزيع الطلبة اللاجئين في الضفة الغربية والقطاع في المرحلة الثانوية فهي على التوالي 31% و 69%. وهذا الى حد كبير يتطابق مع التوزيعة الديمغرافية للاجئين بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يشكلون في الأخير أغلبية السكان بينما هم في الضفة الأقلية.
أعداد المدارس
طرأ تطور في أعداد المدارس في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عشرة الأعوام الماضية 1997- 2007م، فبينما كان عدد المدارس سنة 1997م ( 1673) مدرسة، بلغت في العام 2007م (2430 )مدرسة بنسبة زيادة تصل إلى 48% . وتوزعت هذه المدارس بين المنطقتين حيث بلغ عددها في الضفة الغربية (1807) مدارس بنسبة زيادة عن العام 1997م بلغت 44.3%، في حين زادت المدارس في القطاع بما نسبته 62% ويمكن فهم تلك الزيادة في القطاع على حساب الضفة الغربية بالنظر الى الكثافة السكانية هناك والتركة التعليمية المهترئة التي خلفها الاحتلال في عموم الاراضي الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة. ورغم هذه النسب المتقدمة في عدد المدارس الا انّ سجل وكالة الغوث وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لم يدوّن رقماً جديداً في عدد مدارسها في الضفة الغربية على سبيل المثال، فبينما كان عدد المدارس التابعة للوكالة سنة 1997م (99) مدرسة في الضفة نقص هذا العدد بعد عشر سنوات إلى 95 مدرسة فقط. ويبدو ان ذلك يعود الى دمج المدارس ببعضها لا سيما تلك التي كانت تعمل وفقاً لنظام الفترتين، حيث كان ذلك مطلباً لدى الأهالي لما لنظام الفترتين من تبعات سلبية على أبنائهم كما أكد الناطق باسم الوكالة سامي مشعشع، كما أن جزء من المدارس القائمة تم ترميمه وتوسعته بإضافة الشعب اليه بدلاً من بناء مدارس جديدة. وبالفعل فقد زادت الشعب في مدارس الوكالة رغم عدم زيادة المدارس فمن (1313) شعبة سنة 1997م، بلغت في العام 2007م ( 1619) شعبة اي بزيادة مقدارها 23% ، وهي نسبة متقاربة سواء في مدارس الاناث أم الذكور.
وبالنظر الى النسبة التي تشكلها مدارس وكالة الغوث (309) الى عموم المدارس في الاراضي الفلسطينية فهي لا تتعدى 12.7% أما في الضفة المحتلة فهي لا تزيد على 5.3% في حين يصل عددها في القطاع الى (214) مدرسة من أصل (621) مدرسة هناك أي ما نسبته 34.5% من المدارس، وتعود المساهمة الضئيلة نسبياً لوكالة الغوث في العملية التعليمية إلى عدم اعتمادها التعليم الثانوي في مدارسها مما أوجد هذا الفرق الواسع بين قطاعي الحكومة ووكالة الغوث .
توزيع الطلبة وفقاً للجهة المشرفة:
من المعروف أن الطلبة يتوزعون وفقاً للجهة المشرفة على ثلاثة قطاعات، الحكومة والوكالة والقطاع الخاص، علماً أن الوكالة ترعى فقط المرحلة الأساسية للتعليم. وبالتالي فقد بلغ عدد الطلبة الذين يدرسون في مدارس الوكالة في الاراضي الفلسطينية ( 253116) طالباً أي ما نسبته حوالي 26% من طلبة المرحلة الاساسية عموماً، والباقي يتوزعون على القطاع الخاص والحكومة بواقع 7.5% للأول و حوالي 66% للثانية. أما طلبة الوكالة فهم يتوزعون على الضفة بواقع( 58445) طالباً أي ما نسبته 10% من عموم الطلبة في الضفة، وعلى قطاع غزة حيث بلغ عدد الدارسين في مدارس الوكالة (194671) طالباً أي ما نسبته 50.4% من عدد طلبة القطاع البالغ عددهم (386535) طالباً.
في الوقت الذي وصل فيه عدد الطلبة اللاجئين في المرحلة الاساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة (372079) طالباً فإن عدد الذين يتلقون تعليمهم في مدارس الوكالة هو (235051) طالباً أي ما نسبته حوالي 63%، بينما يتلقى 32% منهم تعليمهم في المدارس الحكومية، في حين تحوي المدارس الخاصة ما نسبته تقريباً 5%. الاغلبية من أولئك الطلبة هم في قطاع غزة حيث تبلغ نسبة الطلبة اللاجئين الذين يدرسون في مدارس الوكالة هناك حوالي 74% من عموم الطلبة اللاجئين بينما تغطي الحكومة ما نسبته 24% والباقي 2% في المدارس الخاصة. أما نسبة الطلبة اللاجئين في الضفة الغربية والذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث فهي أقل منها في القطاع إذ تبلغ 39% فقط من مجموع الطلبة اللاجئين، بينما تغطي الحكومة 49% أما النسبة المتبقية 12% فتتلقى تعليمها في المدارس الخاصة. ومن المفهوم أن نسبة اللاجئين في المدارس الخاصة في الضفة الغربية أكثر منها في قطاع غزة نظراً للحالة الاقتصادية التي يعيشها شطرا الوطن حيث يشيع الفقر والبطالة في القطاع أكثر منه في الضفة الغربية مما ينعكس على قدرة الناس على دفع التكاليف اللازمة للدراسة في تلك المدارس والمعروفة بارتفاع كلفة التعليم فيها. أما الطلبة اللاجئون في المرحلة الثانوية فيتلقى ما نسبته 98% منهم تعليمهم في المدارس الحكومية بينما يتلقى 2% فحسب تعليمهم في المدارس الخاصة .
ومن اللافت أنه في حين بلغ عدد الطلبة الذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث في الضفة الغربية (58445) طالباً الا أن الطلبة اللاجئين منهم لا يتعدون ما مجموعه( 46438) طالباً، أي أن ما نسبته 21% من الطلبة في تلك المدارس هم من غير اللاجئين. بينما تبلغ نسبة الطلبة الذين يدرسون في مدارس الوكالة بقطاع غزة من غير اللاجئين 3% فقط، حيث يدرس فيها ما مجموعه ( 194671) طالباً يشكل الطلبة اللاجئون منهم ما مجموعه (188613) طالباً. ويتركز الطلبة غير اللاجئين في مدارس الوكالة بالضفة الغربية في محافظة أريحا حيث يشكلون ما نسبته 57.9% من طلبة الوكالة هناك يليها محافظة الخليل والتي يشكل طلبتها غير اللاجئين في مدارس الوكالة ما نسبته 34.8%، ومن ثم محافظة طوباس 27.5% يليها القدس بنسبة تصل إلى 23.1%.
ويرجع العدد الكبير نسبياً للطلبة غير اللاجئين الذين يدرسون في مدارس الوكالة بالضفة الغربية مقارنة بما عليه الحال في قطاع غزة الى عدة عوامل، منها أنّ وكالة الغوث ( الاونروا) تعامل ما تسمى بالقرى الفلسطينية الامامية وفق اتفاقية قديمة مع الحكومة الاردنية قبل احتلال عام 1967م تقضي أن تستوعب الاونروا كل الطالبات في القرى الأمامية من اللاجئين وغير اللاجئين مقابل أن تستوعب الحكومة كل الذكور في تلك القرى بنفس الطريقة وفقاً لما أفادنا به وحيد جبران المسؤول في قسم التعليم بوكالة الغوث في الضقة الغربية. من أمثلة ذلك قرى شمال غرب القدس (بدو، قطنة، بيت عنان، بيت سوريك، بيت دقو...الخ) حيث تتربع تلك القرى قريباً من الخط الأخضر والذي يفصل بين حدود عام سبعة وستين وحدود عام ثمانية واربعين، لذلك أقامت الوكالة هناك أربع مدارس للإناث موزعة على قرى (بدو، قطنة، بيت سوريك، بيت عنان) ، بينما هي لا تعدّ سكان تلك القرى لاجئين فعلاً وفقاً لقوانينها، باستثناء أولئك الذين أثبتوا أنّ لهم أملاكاً داخل الخط الأخضر، وهكذا صنعت وكالة الغوث في مناطق أخرى كالخليل وأريحا وطوباس.
من العوامل الأخرى التي تسببت بهذه المفارقة ان الطلبة الذين ينحدرون من تلك القرى الثلاثة التي هُجّرت عقب اندلاع حرب عام 1967م من داخل الخط الأخضر ( يالو ،عمواس، وبيت نوبا) والتي توجه سكانها نحو بعض المخيمات في الضفة الغربية كمخيم قلنديا على سبيل المثال، يعاملون أيضاً معاملة اللاجئين في الحقوق التعليمية والصحية وغيرها، دون أن تعترف بهم الاونروا في سجلاتها كلاجئين، وبالتالي هم يدرسون في مدارسها ويتلقون خدماتها التعليمية. علاوة على ذلك فإن قانون الوكالة يسمح للطالب غير اللاجئ ما دام يسكن جوار المدرسة ويبعد عن اقرب مدرسة حكومية مسافة لا تقل عن ثلاثة كيلومترات- شرط الا يؤثر ذلك على التشعيب فيها- أن يكون طالباً نظامياً في مدارسها. هذه العوامل مجتمعة جعلت من نسبة الطلبة غير اللاجئين في مدارس الوكالة في الضفة الغربية كبيرة نسبياً. ولاستيضاح ذلك يمكن الاطلاع على الجدول المرفق والذي اعددناه لهذا الغرض بالاستناد الى معلومات استقيناها من مصادر كل من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني.
توزيع الطلبة في مدارس وكالة الغوث واللاجئين منهم في الضفة الغربية حسب المحافظات 2007م
المحافظة
عدد الطلبة
نسبة الطلبة في المحافظة
%
الطلبة اللاجئون
نسبة الطلبة غير اللاجئين %
المجموع
58445
100%
46438
20.5%
جنين
4882
8.4%
3974
18.6%
نابلس
9046
15.5%
8063
10.9%
طولكرم
4102
7.02%
4005
2.4%
قلقيلية
2316
4%
2312
0.2%
رام الله
7171
12.3%
6049
15.6%
القدس
8449
14.5%
6495
23.1%
بيت لحم
4597
7.9%
4421
3.8%
اريحا
3408
5.8%
1433
57.9%
الخليل
10994
12.5%
7163
34.8%
طوباس
3480
6%
2523
27.5%
الطلبة اللاجئون والدراسة الخاصة:
تلقى في العام الدراسي الماضي 8/2007م ما نسبته 12% من الطلبة اللاجئين في المرحلة الأساسية تعليمهم في المدارس الخاصة، يتركز هؤلاء في الضفة الغربية نظراً للاوضاع الاقتصادية الأفضل فيها نسبياً . ويتفاوت توزيعهم بين محافظات الضفة الغربية أيضاً تبعاً للحالة المادية التي يعيشها اللاجئون في تلك المحافظات، وتفاوت تكاليف الدراسة الخاصة بينها. وتحظى أربع محافظات على النسبة الأكبر من الطلبة اللاجئين الملتحقين بالدراسة في المدارس الخاصة 64% مرتبة من الأكبر إلى الأصغر على النحو الآتي القدس يليها نابلس يليها رام الله فبيت لحم. بلغ عدد الطلبة اللاجئين في المرحلة الاساسية في القدس- لا تشمل الضواحي- ( 7058) طالباً، منهم 37% يدرسون في المدارس الخاصة، بينما 37% في مدارس وكالة الغوث، في حين يدرس ما نسبته 26% في المدارس الحكومية. يلي ذلك نابلس حيث يدرس فيها (15732) طالباً لاجئاً موزعين على المدارس الخاصة والوكالة والحكومة على التوالي بنسبة 32% و50% و18%. يليها رام الله حيث يبلغ عدد الطلبة اللاجئين فيها( 16402) طالباً موزعين بنسبة 21% على المدارس الخاصة و37% على مدارس الوكالة و42% على مدارس الحكومة. أما المحافظة التي تحتل الدرجة الرابعة من هذه الناحية فهي بيت لحم حيث يتلقى تعليمه في المدارس الخاصة ما نسبته 11% منهم و47% في مدارس الوكالة بينما 42% في الحكومة. أما باقي الطلبة اللاجئين في المدارس الخاصة فيتوزعون على المحافظات الأخرى بنسب ضئيلة مقارنة ما ذكر. وفي قطاع غزة كانت نسبة الطلبة اللاجئين الذين حظوا بالدراسة في المدارس الخاصة ضئيلة جداً إذ لم تتعد ال 1.5% نظراً لما سبق وذكرناه .
التركيب النوعي للطلبة في مدارس وكالة الغوث:
ازداد عدد طلبة المرحلة الاساسية في مدارس وكالة الغوث الدولية بالضفة الغربية بنسبة 17% وفقاً للمعلومات الصادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بين 1997- 2007م، ففي الوقت الذي كان عددهم سنة 1997م (50102) طالباً، زاد العدد بعد عشر سنوات ليصل إلى (58445) طالباً. وقد كانت نسبة الزيادة في الإناث متقاربة معها عند الذكور بنسبة 17% و16% على التوالي. وقد زادت نسبة الإناث بشكل طفيف منذ العام 1997م إذ شكلت الاناث آنذاك ما نسبته 57% من مجموع الطلبة بينما الذكور 43%، في الوقت الذي بلغت فيه النسبة في العام 2007م (58%) للإناث و(42%) للذكور. ويعود السبب في الفجوة النسبية القائمة بين الاناث والذكور في مدارس الوكالة إلى اتفاق الوكالة مع الحكومة الاردنية منذ الحكم الاردني على الضفة الغربية ومن ثم السلطة الفلسطينية كي تتولى الوكالة تعليم الاناث من اللاجئين وغير اللاجئين من سكان القرى الامامية في المرحلة الاساسية، بينما تتولى الحكومة تعليم الذكور من نفس الفئتبن في تلك القرى، وهو ما أوجد الفرق بين الجنسين. يضاف الى ذلك ان نسبة من الطلبة الذكور من أبناء المخيمات يخرجون للتعلم في المناطق المجاورة لمخيماتهم سواء في المدارس الحكومية ام الخاصة، بينما قلّ أن تخرج الفتيات في هذه المرحلة خارج المخيم لهذه الغاية لاعتبارات اجتماعية في الغالب.
التركيب النوعي للمعلمين في وكالة الغوث:
بلغ عدد المعلمين في مدارس وكالة الغوث بالضفة الغربية في العام الدراسي2008/2007م (2111) معلماً بواقع ( 1310 ) مدرسات أي ما نسبته 62% و(801) مدرساً ويشكلون ما نسبته 38%. هذا الواقع كان مختلفاً نسبياً في العام 1997م إذ شكلت المدرسات آنذاك ما نسبته 54% من مجموع المعلمين بينما شكل المدرسون الذكور ما نسبته 46% . ونلاحظ أن الفجوة اتسعت بين نسبتي كل من المعلمين والمعلمات، وقد ظهر ذلك في نسب التوظيف لكلّ من الجنسين، ففي الوقت الذي كان فيه عدد المعلمات عام 1997م (797) معلمة، زاد العدد ليصل الى (1310) مدرسات في العام 2007م بنسبة زيادة مقدارها 64%. في حين زاد عدد المدرسين الذكور من (681) معلماً في العام 1997م الى (801) معلماً في العام 2007م أي بنسبة زيادة مقدارها 18% فقط، وهذا يعني أن تعيين المدرسات زاد عن تعيين المدرسين في مدارس وكالة الغوث الدولية في الضفة الغربية بما نسبته 356%.
وإذا علمنا ان نسبة الطالبات في مدارس الوكالة بالضفة الغربية هي 58% من نسبة الطلبة عموماً، وأنّ نسبة المدرسات فيها 62% فإن هذا يعني أنّ ما لا يقل عن 4% من المعلمات يدرّسن في مدارس الذكور. ويعلّل ذلك بعض مسؤولي الوكالة بأن هناك نقصاً في حملة الشهادات العلمية من الذكور مما يدفع الوكالة للتعويض عن هذا النقص من خلال الإناث اللواتي يتوجهن أكثر من الشباب لدراسة تلك التخصصات. ولهذا الوضع المستجد تبعاته الجمة؛ ففي ظل القوانين الصارمة المقيدة لوسائل العقاب بحق الطلبة فإن المعلم الرجل يعاني من اشكاليات تتعلق بضبط الصف الذي يفوق فيه معدل عدد الطلبة ال 36.1 طالباً، فكيف بالمدرسات اللواتي لا يملكن هوامش عقاب كتلك التي يملكها المعلمون لضمان ضبط الصف وتوجيهه بالشكل اللازم؟ إن هذا بالضرورة سينعكس على نوعية التعليم مستقبلاً مما سيفاقم المشاكل القائمة حالياً على هذا الصعيد.
الكثافة الصفية( عدد الطلاب لكل شعبة):
تشير معطيات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2008/2007م الى ان معدل عدد الطلبة للشعبة الواحدة في مدارس الوكالة بالضفة الغربية بلغ 36.1 طالباً بينما بلغ نظيره في مدارس الحكومة 31 طالباً وفي المدارس الخاصة 25 طالباً. وهذا يعبر عن تحسن طفيف في واقع مدارس الوكالة إذ كان معدل الطلبة في الشعبة الواحدة عام 1997م ( 38.2) الا ان هذا الواقع تغير نسبياً في العام 2007م. ويظل هذا الرقم أقل من نظيره في قطاع غزة حيث بلغ معدل الطلبة في الشعبة 38.5 طالباً في مدارس الوكالة بينما بلغ في مدارس الحكومة( 39 )طالباً في الوقت الذي بلغ في المدارس الخاصة(24) طالباً. وهذا هو احد اسباب الضعف في التحصيل لدى الطلاب في مدارس وكالة الغوث وغيرها والذي ظهر تحديداً لدى الوكالة من خلال امتحان تقييمي لطلبة مدارس الوكالة في مادتي الرياضيات واللغة العربية عقد في مدارس الوكالة في العام 2007م، فقد بينت النتائج مستويات تحصيل متدنية للغاية دفعت المسؤولين في التعليم بوكالة الغوث الى تخصيص شهر دراسي في العام 2007م للتعويض عن هذا الضعف في تلك المادتين في كل مدارس وكالة الغوث في الضفة الغربية على حساب باقي المواد.
أما عن المساحة المتاحة لكل طالب في مدارس الوكالة فهي تشبه نظيراتها في الحكومة والخاصة إذ تبلغ حوالي 1.29 متر مربع لكل طالب وتتشابه في قطاع غزة مع نظيرتها في الضفة الغربية.
معدل عدد الطلبة لكل معلم:
بلغ معدل عدد الطلاب لكل معلم في مدارس وكالة الغوث نسبة أعلى من المعدل العام في الضفة الغربية وقطاع غزة وفقاً لبيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للعام الدراسي 2008/2007م. فبينما بلغ معدل عدد الطلبة لكل معلم في عموم مدارس الضفة الغربية والقطاع 20.8 طالباً لكل معلم فقد بلغ المعدل في عموم مدارس الوكالة في الضفة والقطاع 27.3 طالباً حيث بلغت النسبة في مدارس الحكومة 20.1 طالباً، في حين بلغت في المدارس الخاصة 14.5 طالباً. كما يشار الى ان معدل عدد الطلبة لكل معلم في قطاع غزة أكبر منه في الضفة الغربية، فبينما يبلغ المعدل العام في الضفة الغربية 19 طالباً لكل معلم نجده في مدارس قطاع غزة 24.1 طالباً، أما النسبة في مدارس الوكالة بالضفة الغربية 25.6 طالباً فهي أقل منها في قطاع غزة حيث بلغت 27.8 طالباً لكل معلم. وهذا يعني ان هناك فجوة في نسبة المدرسين بين كلّ من وكالة الغوث والحكومة لصالح الثانية، مما يشير إلى أن نصاب المدرس في وكالة الغوث هو اكبر منه في مدارس الحكومة، وهذا يعدّ سبباً آخر من أسباب تراجع مستوى الطلبة، فالنصاب الكبير للمدرس ينعكس بالضرورة على أدائه مما يعني إخلالاً في نوعية التعليم المقدم على الأغلب.
الحالة التعليمية في المخيمات حتى المرحلة الثانوية:
يتوزع الطلبة في المخيمات بين المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية ومرحلة الدبلوم والبكالوريوس فأعلى كما سائر الطلبة في التجمعات السكانية الاخرى، وقد كانت الصورة في العام1997م مختلفة عما آلت إليه في العام 2004م. ففي الوقت الذي كانت فيه نسبة الملتحقين بالمرحلة الابتدائية من سكان المخيمات في الضفة والقطاع 17.8% تقلصت هذه النسبة الى 13.9% بشكل متقارب بين الذكور والإناث. ويبدو ان ذلك عائد الى انتظام الطلبة كل في مرحلته المناسبة لعمره، فالمرحلة الابتدائية كما هو معروف تعنى بالصف السادس كحد أعلى، وهذا يعني عمرياً 12 أو 13 سنة. وبالتالي فان السن 15 في المرحلة الابتدائية يعني وجود الطلبة في مستويات أكاديمية أدنى بشكل مغاير للوضع الطبيعي في مثل هذا السنّ، ويعد تقلص هذه النسبة في المرحلة الابتدائية تسكين لها في مستوياتها الملائمة أكاديمياً في مؤشر واضح إلى مستوى التقدم المستمر في مسيرة التربية والتعليم الفلسطينية منذ أن تسلمها الفلسطينيون. اما الطلبة في المرحلة الاعدادية فقد كانت نسبتهم في المخيمات في العام 1997م 40.4% لتزداد في العام 2004 3.8% ولتبلغ 44.2% من مجموع طلبة المخيمات وهذا طبيعي في ظل انخفاض النسبة في المرحلة الابتدائية وتسكينها في مكانها الطبيعي. وفي المرحلة الثانوية فقد كانت نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم من هذا الجيل في المخيمات سنة1997م 25% بينما بلغت في العام 2004م 27.3% من عموم الطلبة. وتتفاوت هذه النسبة لدى كل من الذكور والاناث إذ أنها وصلت بين الذكور في هذه المرحلة 28.6% بينما هي بين الاناث 25.8%، بفارق 2.8% لصالح الذكور، وهذا على ما يبدو عائد الى مسألة الزواج المبكر لدى الفتيات في هذه المرحلة العمرية خلافاً للذكور.
معدلات الالتحاق بالتعليم في المخيمات:
يتضح من خلال بيانات عام 2004م التي يوفرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ معدلات الالتحاق بالتعليم في الفئة العمرية (15-29) سنة في الضفة الغربية وقطاع غزة قد ارتفعت بمعدل زيادة مقداره 42.5% عما كان عليه الحال سنة 1997م، وقد كان معدل الزيادة في الضفة الغربية أعلى منه في قطاع غزة حيث بلغ 48.6% مقابل 33.8%.
أما المخيمات في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م فتشير البيانات الإحصائية الى أن معدل الالتحاق بالتعليم فيها قد ارتفع بنسبة 40.3% عما كان عليه الحال سنة 1997م، كما تزيد فيها نسبة الالتحاق بالتعليم في العام 2004م عن نظيراتها في الحضر والارياف بمعدلات تبلغ نسبها على التوالي 42.% و39.2%و 39.9% .
وقد حققت معدلات الالتحاق بالتعليم في المخيمات ارتفاعاً كبيراً في مستويات التعليم الثانوي والعالي المتوسط والجامعي، حيث يمكننا ملاحظة ان معدل الالتحاق بالتعليم للفئة العمرية(15-17) سنة وهي المرحلة الثانوية قد ارتفع بنسبة زيادة مقدارها 13.5% عما كان عليه الأمر من قبل، فقد ارتفع المعدل من 71.2% عام 1997م ليصل إلى 80.8% من الفئة العمرية المذكورة عام 2004م. كما يلاحظ ارتفاع معدل الالتحاق بالتعليم لدى الفئة العمرية (18-22) سنة أي من هم في المرحلة الجامعية والمتوسطة بنسبة زيادة مقدارها 62%، حيث ارتفع المعدل من 30.2% في العام 1997م الى 48.9% في العام 2004م. كما بلغت نسبة زيادة الالتحاق بالتعليم لأبناء الفئة العمرية (23-29) سنة أي من هم في مرحلة الدراسات العليا 64.7% بالنسبة لما كان عليه الحال في العام 1997م، حيث كان معدل الالتحاق آنذاك 6.8% وقد وصل في العام 2004م 11.2%.
الفرق بين الجنسين في نسب الالتحاق بالتعليم لدى هذه الفئة:
بملاحظة الفروق بين الذكور والاناث في نسبة الملتحقين بالتعليم بين الاعوام 1997-2004م في المخيمات من الفئة العمرية (15-29) نجد ان الاناث تفوقن على الذكور بشكل ملحوظ. ففي حين زادت نسبة التحاق الاناث بالتعليم بين العام بما معدله 54.4% كانت نسبة الزيادة لدى الذكور فقط 30.8%. وبالنظر إلى التفاصيل، ففي المرحلة الثانوية(15-17) سنة زادت الاناث بما معدله 16.2% في حين زادت النسبة لدى الذكور فقط 10.7% . أما المرحلة الجامعية والمتوسطة (18-22)سنة فقد بلغت نسبة زيادة الاناث ما معدله 73.3% بينما بلغت لدى الذكور ما معدله فقط 54.2%. كما أن معدل الزيادة في الالتحاق بالدراسات العليا(23-29) سنة بلغ لدى الاناث 177% حيث كانت النسبة بينهنّ في العام 1997م 2.6% بينما بلغت في العام 2004م 7.2% في حين بلغت نسبة الزيادة لدى الذكور ما معدله فقط 36.5%. ويمكن فهم هذه الفروقات في إطار ملاحظة التعقيدات الاقتصادية التي طرأت على الواقع الفلسطيني عموماً والمخيمات تحديداً، حيث يجد الشباب ان المطلوب منهم مساعدة الأسرة في تحمل العبء المادي الذي يحمله ربها أو أن يعجلوا في الخروج الى سوق العمل كي يبنوا لهم وضعاً اقتصادياً يمكنهم من بناء مستقبل اسري خاص لا يستطيعونه فقط بمجرد حصولهم على الشهادة الجامعية، في حين ان الاناث لسن مضطرات الى ذلك في إطار العائلة فهنّ لا يتحملن في العادة مع رب الاسرة المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقه . كما ان ارتفاع سن الزواج لدى الاناث من 17سنة سنة 1996م الى 19سنة سنة 2004م زاد من توجه الفتيات نحو التعليم. ولا تختلف النسبة في المخيمات عن نظيراتها في الارياف والمدن سوى بفروقات طفيفة هنا وهناك مما يشير الى حالة فلسطينية عامة مهتمة بالتعليم اهتماماً مميزاً.
الحاصلون على الشهادات العليا من سكان المخيمات ضمن الفئة العمرية( 15-29):
انخفضت نسبة الحاصلين على الدبلوم المتوسط من عموم الطلبة في هذا السن في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م من 3.3% سنة 1997م الى 2.6% في العام 2004م. أما سكان المخيمات فقد انخفضت النسبة من 5% الى 3.6% ويعود هذا الانخفاض الى تقلص اعداد الطلبة الملتحقين ببرامج الدبلوم المتوسط لما يعنيه ذلك من عدم كفاية أهلية للحصول على وظيفة إن في القطاع العام او الخاص. فبعد الاعداد الكبيرة من الخريجين سنوياً من حملة شهادة البكالوريوس فأكثر لم تعد لشهادة الدبلوم ذات القيمة التي كان ينظر إليها.
أما حملة شهادة البكالوريوس فأعلى من الفئة العمرية ( 15-29) سنة في العام 2004م، فيشكلون في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ما نسبته 6.4% ويتفوق سكان المخيمات على سكان الريف والحضر في هذه النسبة إذ بلغت النسبة لديهم 6.8% في العام 2004م بزيادة مقدارها 3.3% عما كان عليه الحال في العام 1997م بينما الريف والحضر 5.7% و 6.7% على التوالي. وتختلف نسبة حملة البكالوريوس فأعلى من الذكور الى الاناث في عموم الاراضي الفلسطينية حيث تفاوتت هذه النسبة بشكل لافت، ففي الوقت الذي زاد فيه حملة البكالوريوس فاعلى من الذكور 2.3% بين الاعوام 1997 و2004م وجدنا أن هذه النسبة قد ازدادت لدى الاناث بشكل أكبر حيث بلغت ما معدله 3.9%. ورغم ذلك فان نسبة الذكور من سكان المخيمات التي تحمل هذه الدرجة العلمية تبلغ 7.9% بينما الاناث 5.8% لدى الفئة المذكورة. ويعود الفرق في هذه النسبة بين الجنسين الى ان 5.6% فقط من الذكور في الفئة المذكورة بالضفة الغربية حاصلون على شهادة البكالوريوس فأعلى، بينما 7.1% من الاناث حاصلات على ذات الدرجة. في حين أن النسبة معكوسة في قطاع غزة، فبينما يحوز 7.5% من الذكور في هذه الفئة على الدرجة المذكورة فإن ما نسبته 5.6 % فقط من الاناث تحوز عليها. ويبدو ان الامر يرجع لاكثر من سبب في معكوسية النسبة النوعية في حملة درجة البكالوريوس بين الضفة وغزة، فالذكور في الضفة لديهم من آفاق العمل الحر في السوق ما يدفعهم للتخلي عن حمل شهادة البكالوريوس كشرط موضوعي للعمل وجني المال مما قلص نسبة الذكور في هذا الاطار وزاد من الاناث، وهو ما حكم المخيمات هناك أيضاً. بعكس قطاع غزة الذي تبدو فيه افاق العمل مغلقة وسوق العمل الحر محدودة والبطالة أكبر، لذلك يؤثر الذكور اكمال مسيرتهم التعليمية هناك على امل الحصول على وظيفة معقولة في المستقبل وهذا ينسحب على المخيمات أيضاً بحكم خضوعها لذات الظروف. كما ان اعرافاً اجتماعية أو دينية مغلوطة قد تحول دون افساح البعض المجال امام الفتيات لاكمال تعليمهن حتى النهاية بشكل مختلف نسبياً عن الضفة للاعتبارات ذاتها.
معدلات التسرب من التعليم في مرحلة الشباب
تشير الاحصاءات إلى ان معدل التسرب من التعليم في الاراضي الفلسطينية منذ العام 1997م وحتى 2004م لفئة الشباب بين سن (15-29) انخفض بشكل ملحوظ، فمن 41.7 % انخفضت النسبة الى 31.6% اي بفارق يصل الى ما معدله نسبياً 24.2% عما كان عليه الحال. وترتفع نسبة التسرب المذكورة في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة على الدوام وفي كل الفئات العمرية ضمن هذه الشريحة وبفارق كبير نسبياً، إذ كانت المعدلات في الضفة تبلغ في العام 1997م 45.2% بينما هي في القطاع 35.6% ، وفي العام 2004م بقي الفارق ملحوظاً بين الضفة وغزة حيث كانتا على التوالي 34% و 27.5% . أما في المخيمات فتقل معدلات التسرب عنها في الحضر والريف حيث كانت نسبة المتسربين في المخيمات في العام 1997م 35.7% بينما هي في الحضر والريف على التوالي 40% و47% ويعود ذلك إلى أن لدى سكان المدن والأرياف ما يدفعهم الى الخروج من العملية التعليمية أكثر من سكان المخيمات حيث لا أراضي زراعية أو مصالح تجارية في الغالب. أما في العام 2004م فقد انخفضت نسبة التسرب في المخيمات الى 28.9% اي بتحسن يصل الى ما نسبته حوالي 19% عن العام 1997م حيث حافظت المخيمات على تفوقها النسبي على الأرياف والمدن في معدل المتسربين رغم كل ما يتعرض له ابناء المخيمات من ضيق وشظف عيش.
وتتركز نسب المتسربين ضمن هذه الفئة العمرية في الشريحة التي تقع بين (20-24)سنة أو بين (25-29) وتقل أكثر لدى الشريحة ما بين (15-19). وينطبق هذا أيضاً على المخيمات إذ انخفضت نسبة التسرب لدى من هم بين (15-19) بين الاعوام (97-2004) من (26.7%- 14.8% ) بينما انخفضت بنسب أقل لدى الشرائح الاخرى( 19-24) و (25-29) سنة في ذات الاعوام فمن 43.1% انخفضت الى 34.9% لدى الاولى بينما ارتفعت النسبة في الثانية من ( 39.2%-43.3% ) وهذا يؤكد أن نسب التسرب تقل لدى طلبة الثانوية عنها في المرحلة الجامعية الاولى بينما تزداد النسبة في المرحلة الجامعية الثانية وهذا يمكن فهمه من واقع اضطرار الكثير ممن يبلغون هذا السن الى فتح بيوت جديدة وبناء أسر والخروج الى العمل لا سيما فئة الاناث.
التسرب بين الإناث والذكور:
ويمكننا ملاحظة الانخفاض في معدلات التسرب في المخيمات بين الاناث والذكور في الفئة العمرية (15-19) سنة، إذ انخفضت النسبة لدى الذكور بنسبة 19.4% بين الاعوام 1997-2004م وهي نسبة قريبة من نسبة الانخفاض لدى الاناث من نفس الشريحة العمرية 19.1% . وللتدقيق في هذه النسب نجد ان درجة الانخفاض في معدلات التسرب من التعليم لدى الذكور في المرحلة الثانوية (15-19) بلغت ما نسبتة 44% بينما انخفضت لدى ذات الشريحة من الفتيات بما نسبته 45.3% . اما الشريحة العمرية (20-24) سنة فقد انخفضت نسبة التسرب لدى الاناث بين ذات الاعوام بما معدله حوالي 17% وفي حالة الذكور كانت نسبة الانخفاض قد بلغت ما معدله حوالي 22% وهذا يعبر عن ان نسب التسرب من التعليم لدى الاناث والذكور تتركز في الشريحة العمرية (25-29) حيث ازدادت نسب التسرب في هذه الفئة خلافاً للشرائح العمرية الاخرى بين الأعوام ( 1997- 2004م) بما نسبته لدى الذكور 11.3% ولدى الاناث بنسبة 10.4% وهذا يعود لاسباب اقتصادية تتعلق بزيادة التعقيد الذي واكب ارتفاع مستويات المعيشة من جانب واسباب اجتماعية عند هذه الشريحة العمرية حيث يتوجه معظم الشباب والفتيات الى الزواج في هذه المرحلة.
معدلات الامية:
انخفضت معدلات الامية في الفئة العمرية ( 15-29 ) سنة بين الاعوام 1997- 2004م، فحسب البيانات التي خرج بها الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في العام 2004م لواقع الشباب من زاوية معرفة القراءة والكتابة انخفضت نسبة الامية من 3.3% في عموم الضفة والقطاع الى 1.1% فقط حيث تزيد نسبة الامية في هذه الفئة العمرية في قطاع غزة عن الضفة الغربية بشكل طفيف. أما المخيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م فقد كانت نسبة الامية سنة1997م 2.6% حيث انخفضت في العام 2004م الى 0.9% فقط. وهي نسبة اقل من نظيرتها في الريف والمدن حيث بلغت على التوالي 1.6% و 1.2% ، ويرتبط ذلك ربما بالنسب العالية لالتحاق ابناء المخيمات في التعليم نظراً للظروف الخاصة التي يعيشونها وتجردهم في الغالب مما يتوفر لدى الآخرين من شواغل.
(نسبة الجنس) في التعليم:
تشير المعطيات التي وفرها الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني إلى أن نسبة الجنس( أي نسبة الذكور الى الاناث) في التعليم في الفئة العمرية ( 15-29 ) سنة تراجعت في عموم الضفة الغربية والقطاع عما كانت عليه في العام 1997م فمن 119% بلغت في العام 2004م 103% اي بفارق 16%. وتتفاوت نسبة التغيير هذه من الضفة الى قطاع غزة، فبينما كانت في الضفة الغربية سنة 1997م ( 109%) بلغت في العام 2004م 97% بفارق 12% أي ان نسبة الذكور المنخرطين بالعملية التعليمية في المرحلة العمرية ( 15-29) أقل من نسبة الاناث وهي نسبة مرشحة للتناقص وفقاً للاحصاءات على مدار الأعوام. اما في قطاع غزة فلا زالت نسبة الجنس لصالح الذكور أكبر وان تراجعت بنسبة 22% عن السابق، فقد كانت في العام 1997م 135% حيث تراجعت في العام 2004م إلى 113% أي أن مقابل كل مئة فتاة هناك 113 ذكر منخرطون في العملية التعليمية في قطاع غزة. ويمكن ملاحظة الفروق أيضاً بين التجمعات السكانية المختلفة من الريف الى الحضر الى المخيمات، فنسبة الجنس في التعليم من سكان المدن تراجعت بفارق 14% من (115%- 101%) بين الاعوام 1997م-2004م بينما تراجعت النسبة في الريف من ( 123%-102% ) بين ذات الاعوام . أما سكان المخيمات فلا زالت نسبة الجنس مرتفعة مقارنة بها في الارياف والمدن رغم التراجع الذي طرأ على النسبة بين الاعوام 1997م - 2004م حيث تغيرت النسبة بمعدل 20% فمن نسبة جنس تبلغ 131% في العام 1997م تراجعت في العام 2004 الى 111% اي ان الذكور الملتحقين بالتعليم بين سن( 15-29) سنة لا يزالون أكثر من الاناث، ورغم ان نسبة التغيير الحاصل على نسبة الجنس عالية بالمقارنة مع نظيراتها الا ان الاختلاف الظاهر بين المخيمات من جانب والارياف او المدن من جانب آخر يعود في الغالب الى ارث قديم كانت تتوجه فيه الفتيات في المخيمات الى الزواج في سن مبكرة مقارنة مع التجمعات الاخرى كنتيجة طبيعة لحالة الفقر والازدحام التي تعانيها المخيمات والتي يعني زواج الفتاة فيها افساح مجال لعنصر آخر في الاسرة كي يأخذ دوره في الحياة والسكن خلافاً لما عليه الحال في أماكن أخرى.
نسبة الجنس في العام 2008م
واذا ما اخذنا معدل التغيير الذي طرأ على نسبة الجنس في التعليم في عموم الضفة الغربية والقطاع 16% خلال الاعوام 1997-2004م نجد ان المعدل السنوي للتغيير التراجعي كان في حدود 2.29% سنوياً وبافتراض ثبات الشروط الموضوعية المحيطة فإن نسبة الجنس تراجعت بين الأعوام 2004-2008م بما مجموعه 9.16% بمعنى ان نسبة الجنس في التعليم في عموم أراضي الضفة الغربية والقطاع تغيرت بالضرورة هذا العام لتصبح (93.8%) بعد أن كانت في العام 2004م (103% )، أما في المخيمات فمن المفترض أن تكون النسبة قد تقلصت لتبلغ 102% في العام 2008م بعد ان كانت في العام 2004م ( 111%).
مستقبل التعليم، إلى أين؟
ينبئ الانخفاض المتزايد في نسبة الجنس قي التعليم في مرحلة الشباب بمستقبل ستزيد فيه نسبة الإناث على الذكور بشكل كبير لا سيما في المرحلة الما بعد الزامية. وإذا علمنا ان نسبة الاناث اللواتي يتوجهن الى سوق العمل قليلة جداً مقارنة بما عليه الحال بين الذكور، فان اختلالاً وظيفياً سيقع في المجتمع الفلسطيني جراء هذه التغيرات الدراماتيكية على الواقع عموماً. كما ان عزوف الشباب عن التعليم في مراحل متقدمة سيترك بصماته على واقع العملية التعليمية؛ إذ ستضطر الكثير من المدارس مستقبلاً لاستخدام المعلمات لتدريس الطلبة الذكور في المراحل المختلفة نظراً لعدم وجود معلمين، وهذا سينعكس على نوعية التعليم ليس من زاوية عدم كفاءة المرأة بقدر ما هو من زاوية عدم قدرة المعلمة على السيطرة على غرفة صف الذكور لا سيما في المرحلتين الاعدادية والثانوية لطبيعة الطلبة ( الشرسة عموماً). لذا فان راسمي السياسات لا بد يأخذوا هذه الخلاصات على محمل الجدّ وان يعملوا على اعادة التوازن الى الميزان التعليمي للسيطرة على التغيرات التي قد تطرأ؛ لان من شأن اهمال ذلك مواجهة مشاكل سيكون من الصعب معالجتها في المستقبل
الضفة الغربية- العودة-أديب زيادة 15-10-2008م